إن الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية تستنكر وتدين الجرائم المروعة التي ارتكبها النظام الطغمة ضد المدنيين العزل في مدينة الحولة – حمص،، تلك الجرائم التي أقدم عليها النظام بالقصف المدفعي على طريقة الأرض المحروقة، بعدها دخلت قطعان جيشه وعصاباته مدينة الحولة، ونفذوا عمليتهم النكراء بذبح الأطفال والنساء والشيوخ بالسكاكين والبلطات، بكل وحشية وبدائية وسادية، بما يوصف بأنه جرائم إبادة جماعية ضد المدنيين، راح ضحيتها أكثر من مائة شهيد نصفهم من الأطفال، على مرأى ومسمع لجنة المراقبة الدولية الموجودة في سورية.
إن هذا النظام القاتل الذي أقدم على تنفيذ جرائم الذبح وإبادة المدنيين في ليل 26 أيار 0.2012، يبرهن عن استمراره في ارتكاب المجازر وقتل الأبرياء وعدم التزامه بتعهداته بتطبيق بنود مبادرة (عنان)، و إصراره على نهجه العنفي كخيار وحيد لكسر إرادة الشعب السوري وإجهاض ثورة الحرية والكرامة.
إنها العقلية البدائية الدموية الخارجة عن العرف والأخلاق والقانون، التي أشاعت الجريمة في سورية مستفيدة من الفرص المتكررة التي تعطى لها، وعدم ممارسة الضغط الجدي عليها لتنفيذ المبادرات المتعددة وآخرها مبادرة (عنان)، مما سمح لها بالتمادي في ارتكاب فعل الإبادة في طول سورية وعرضها وبوجود لجنة المراقبة وأمام العام كله.
إنها اللحظة المفصلية في المرحلة التي تمر بها سورية، لأن العصابة ومن ورائها، ومن يساعدها، ومن يصمت على جرائمها، مصرين واهمين على إجهاض الثورة، وحرفها عن مسارها الوطني، وجعل سورية ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، لكن الثورة مستمرة ببطولاتها وحرصها على تحقيق أهدافها المشروعة في الحرية، وهي قادرة على إفشال مخططات النظام الفئوية بالمزيد من التلاحم الشعبي الذي عبرت عنه دمشق وحلب وعديد المدن السورية ردا على الجريمة الفظيعة، وقولا فصلا للإرادة الشعبية التي ستواصل التضحيات حتىى النصر المبين، مبدية تصميما لا يلين وبطولات خارقة وصلت حد المعجزات، وصبرا لا حدود له، وإيمانا بالوحدة الوطنية والمستقبل المشرق للسوريين جميعا.
يتساءل الشعب السوري: هل الدم السوري أصبح رخيصا لهذا الحد؟ وهل أطفال سورية ونساؤها لم يعد لهم وزن إنساني في مقاييس العالم المتحضر؟ وإلى متى يبقى العالم كله يهرب من تحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية والإنسانية؟ وهل ثمن الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي لا يتحقق سوى بدعم النظام المجرم، والتغاضي عن ذبح السوريين وإيقاف تطلعهم وحقهم في حياة حرة كريمة؟ ومع ذلك، ورغم الألم الذي يعتصر القلوب، وهول المصاب .. فإن دماء أهلنا في الحولة لن تذهب هباء، ستكون وقودا جديدا لانتشار الثورة وتعاظمها، ومحرقة للنظام القاتل وهو يثبت للعالم جبلته، ودمويته.
أسئلة برسم العرب وجامعتهم، و العالم وأممه المتحدة، ومنظمات حقوق الطفولة والمرأة والإنسان، وقبل هذا وذاك، هي برسم كل الصامتين والخائفين والمحتارين والخائبين والبين بين!، فقد تجاوزت اللحظة السياقات والمقاربات العقيمة، ولم يعد كل ذلك مقبولا. التردد ليس موقفا، و الحياد ليس مبررا، وعدم مساندة الشعب السوري، هو مشاركة في استباحة الدم السوري والكرامة الإنسانية.
إن الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية، تناشد الجميع بتحمل مسؤولياتهم، وتطلب تشكيل لجنة دولية للتحقيق بالجرائم ومحاسبة المجرمين أولا، وأمل أن تكون المجزرة وتفاعلاتها الكبيرة حافزا مهما لالتقاء أطراف المعارضة والمجلس الوطني والعمل السريع على التوحد حول الثورة، وتفعيل أدائهم على المستوى الداخلي والخارجي، وتحديد الخيارات التي تدعم الثورة، وتحمي الشعب وتحافظ على مستقبل سورية.
الرحمة والخلود لشهداء الحرية …. الشفاء للجرحى … الحرية للمعتقلين … التحية لأبطال الثورة والجيش السوري الحر. للصامدين في السوح من أهلنا … النصر للشعب السوري البطل.
عاشت سورية حرة أبية
الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية
26. أيار 0،2012