تم كتابة هذه المقالة غداة مقتل محمد غول أغاصي، المعروف بابي القعقاع، في ايلول 2007. اليوم يعود اسمه الى البروز ثانية بعد أخذ النظام الحمامي لابي القعقاع، يتحدث عن القاعدة في سورية اردنا اعادت نشر هذه المقالة ثانية للتعريف بأحد رموز الارهابيين الذين اوجدهم النظام الاسدي، الذين كانوا يصدرون الارهاب الى العراق ومنها السيارات المفخخة.
محمد غول أغاصي الملقب بأبي القعقاع
تناقلت وكالات الانباء العربية صبيحة السبت في التاسع والعشرين من شهر ايلول المنصرم خبر مقتل ” ابو القعقاع” على يد شاب لم يبلغ من العمر اكثر من عشرين عاما، وذلك في مدينة حلب، ثاني اكبر المدن السورية. بعض هذه الوكالات وصفت الحدث بالاغتيال، وفي الحقيقة هو شرف لا يستحقه ” ابو القعقاع “هذا . وانصاره ومريدوه اطلقوا عليه لقب ” الشهيد” وهو اسمى الالقاب، التي يشرف المستشهد، معنى الشهادة وهو ما لا ينطبق على هذا ال”ابي القعقاع”.
من هو “ابو القعقاع”، انه محمود غول اغاسي، ويعطيه البعض لقب شيخ، وهو في الحقيقة لقب لا يستحقه، لانه تاجر دين وليس برجل دين، ولا نعرف ولم يتكشف حتى حقيقة ارتباطات محمود قول اغاسي هذا، وهو من مواليد حلب ولم يبلغ من العمر الا 43عاما.
من لم يعرف” ابو القعقاع “هذا، من اهلي مدينة حلب الشهباء، سمع عنه وعن مشاريعه ” الجهادية” وفتاويه ” الداعمة للسلطة السياسية، عن طريق المقابلة التي اجرتها معه جريدة”الجماهير” التي تصدر في مدينة حلب، والصادرة عن مؤسسة الوحدة للطباعة والنشر الحكومية، وذلك في الثامن من آب من هذا العام.
قدمته جريدة ” الجماهير” على انه مدير للثانوية الشرعية، المعروفة بالثانوية الخسروية، على انه مناضل يدعو الى الجهاد ضد الغزاة الامريكيين في العراق وكل انحاء العالم. ورغم ان التدريب العسكري في سورية ممنوع على غير الدولة ومؤسساتها فان محمود غول اغاسي كان يدرب الشباب، من كل الدول العربية والدول الاسلامية، وأسس لهم منظمة اسماها “غرباء الشام”.
ابو القعقاع ، ومنظمته هذه، اشياء تدور حولها الشبهات، ولا يعرف ما هي التبريرات للمناصب التي شغلها محمود غول اغاسي، الذي يعرفه الكثيرون في حلب على انه سكير عربيد في ملاهي مدينة حلب قبل أن يلتحي ويتشيخ، ويلف حوله الشباب المسلم المخدوع بهذا ” الشيخ” وبامثاله من مدعي المشيخة مثل شاكر العبسي وابو سليم طه…. وغيرهم الكثيرين الذين اتخذوا الدين ستارا يغطون فيه تجارتهم وارتباطاتهم باجهزة المخابرات لهذا النظام او ذاك.
كيف وصل ابو القعاع الى منصب مدير الثانوية الشرعية، وخطيب جامع ابو العلاء الحضرمي، في حي الصاخور الشعبي، وكيف انتقل الى الوعظ والخطابة في جامع الايمان في حي حلب الجديدة وهو حي يسكنه ويقطنه الكثير من حاملي الثروات الجدد في مدينة حلب، وكيف تخرج في تشييعه كل القيادات السياسية في حلب من رفاق حزبين وجبهة وطنية تقدمية؟
هذه الاسئلة على السلطات الامنية، التي تتولى التحقيق في حلب، ان تجيب عليها، ولماذا لم يحل الحادث على القضاء العادي، واذا اعتبر جريمة ضد امن الدولة لماذا يحقق مع القاتل، الذي كشف التحقيق بانه احد مريدي ابي القعقاع هذا، جهاز الامن السياسي، وليس جهاز امن الدولة؟
سيطول الوقت للحصول على هذه الاجوبة، ولكن على الشباب المسلم الذي ينخدع بهؤلاء الذي يسبق اسمهم ” الشيخ ” او ” الداعية الاسلامي” او ” المجاهد الاسلامي” او غيره من القاب التي تخفي في الحقيقة دجل واستغلال للدين كغطاء اما لتجارة من اجل جمع الاموال باسم الدين، او بالارتباط بالاجهزة الامنية التي تريد ان تستخدم هؤلاء من اجل تمرير العديد من المشاريع الارهابية والتخريبية.
لا تقع هذه المسؤولية هذه فقط على هؤلاء الشباب المخدوعين فليس لديهم الامكانيات الفكرية لكشف مثل تجار الدين هؤلاء، بل يقع على القوى الاسلامية العقلانية في هذا البلد او ذاك ان يكشف زيف هؤلاء من خلال كشف استغلالهم للفكر الديني للتغرير بهؤلاء الشبان الذي يقدمون حياتهم لعمليات توقع الضحايا الابرياء في هذا البلد او ذاك.
قد يقول الكثيرون كيف سيكتشف الناس من هو تاجر الدين ومن هو المتدين بالفعل، من هو مخترق من قبل الاجهزة الامنية، ومن هو بالفعل يخدم الدين بشكل صحيح وسليم؟ وهو تساؤل من الصعب الاجابة عليه، بسبب كثرة المراجع الدينية ووعدم وجود هيكلية مؤسساتية تكشف زيف هذا الشيخ او ذاك الداعية … ومن هنا آن الاوان ان تعمل القوى الاسلامية على تأسيس المرجع الديني الذي يثبت هذه الفتوى او تلك، او يكشف تجار الدين وهؤلاء الدعاة.
اتهم جماعة “ابو القعقاع” بأن المخابرات المركزية الامريكية، والموساد، وجبهة الخلاص الوطني وقوى معارضة سورية هي وراء مقتله، هذه التهمة تذكرني باتهامات الشيوعيين السوريين البكداشيين بان المخابرات المركزية الامريكية هي وراء كل خصومهم. وكما يقول المثل الشائع ” مجنون يقول وعاقل يسمع…” فمن قتل اذا ” ابو القعقاع” هذا؟