تكثر اليوم في الوطن السوري شعارات تقسيمية طائفية (مسلم، مسيحي، سني ، شيعي، علوي، درزي)، ولم يختر ببالي الا كلمة المطران المغيب مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم في هذا المؤتمر والتي كلفته مع تصريحه الناري الى ال بي. بي.سي العربية، تغييبه منذ 12 عاما، ولن اعلق عليها ولكن ادعوا كل مواطني سورية من عرب، وكرد، وتركمان، وسريان، وأثريين الى التمعن في هذه الكلمة التي تجمع وتضع الحلول لازمة الوطن وتنبذ كل التقسيمات الانفة الذكر لصالح الخطاب الجامع.
كلمة المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم رئيس طائفة
السريان الارثوذكس في حلب / سوريا والتي ألقاها في مؤتمر
الحوار الوطني السوري تحت شعار: :
لا للعنف…نعم للديموقراطية والإرادة الشعبية”،
والذي عقد في قاعات فندق الاستقلال /
طهران – ايران بدعوة من وزير الخارجية في الجمهورية
الإسلامية الإيرانية الدكتور علي اكبر صالحي في يومي ١٨ و١٩نوفمبر 2012.
رابط الكلمة على الانترنت اضغط هنا
معالي وزير الخارجية الإيرانية الدكتور على اكبر صالحي ايتها الاخوات، أيها الاخوة لقاؤنا هذا المعنون
بـ : (مؤتمر الحوار الوطني السوري ” لا للعنف .. نعم للديموقراطية والإرادة الشعبية ” في طهران عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبدعوة كريمة من وزير الخارجية الإيراني الدكتور علي اكبر صالحي وبحضوره الشخصي، يحف به اركان الوزارة، هذا اللقاء له معان كثيرة، وارجو الله تعالى ان يكون له.
ابعاد إيجابية في كل المجالات الوطنية المطلوبة، لهذا فالشكر موصول الى أصحاب الدعوة وكل القيمين على نجاحه عنوان اللقاء واضح لا يحتاج الى شرح او اجتهاد، انه مؤتمر” الحوار الوطني السوري ” وهو يضم ممثلي كل الاطياف والشرائح الذين جاءوا ليقولوا بصوت عال ومدو: لا للعنف.. نعم للديموقراطية … ونحن هنا من نمثل من مكونات سوريا الوطن المنكوب ومن يتطلع الينا من أبناء شعبنا الجريح. نوجه رسالة الى العالم كله، الدول التي تقف مع سوريا او هي ضدها، ونعلن فيها بان الحالة الراهنة لا تعبر عن مكنونات السوريين، فالأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا هي ضد العنف بكل اشكاله، العنف المعنوي او المادي، العنف الذي يؤدي الى اقصاء الاخر، وقتله ودفنه مع طموحاته ورؤاه المتجهة نحو الخير والعطاء الصالح، وفي الوقت ذاته نناشد كل الأطراف المتنازعة اليوم ،والمتصارعة على ساحة الوطن ونحثها لتعمل معا من اجل ترسيخ مفاهيم الديموقراطية والتعددية والتنوع في المجتمع السوري .. بعيدا عن المجاملات التي اعتدنا عليها في الماضي، والخطاب الانشائي الذي لا جدوى له ، يتوق شعبنا العطشان اليوم الى ان يرتوي من ينابيع الامن والأمان والسلم والاستقرار، ولا يرى المخلصون من أبناء شعبنا بديلا عن المواطنة كسقف يستظل تحته كل المواطنين، لهذا فثقافة المواطنة وترسيخها في اذهان السوريين هي الخطوة الأولى للانطلاق لبناء الوطن وتحصينه من كل الثغرات ليواجه التحديات مهما كانت خلفياتها، والمواطنة تشعر المواطنين السوريين بانهم متساوون امام القانون، ويضمن الدستور لهم حقوقهم كاملة وهم يدركون واجباتهم على اكمل وجه، ولا فرق بين المواطنين مهما كانت كانت خلفياتهم سواء كانت اثنية او لغوية، ثقافية او دينية. ان السوريين كافة، بعد هذا الحراك الشعبي الذي دام سنة كاملة وثمانية اشهر يتطلعون الى زيادة مساحة التعاطي مع الحريات العامة، فالوطن لا يشعر بمكانته السامقة الا اذا كان سيدا، حرا، كريما، مستقرا. ووفر لمواطنيه التشاركية في الممارسة الديموقراطية لحرية المعتقد، وفسح المجال للتعبير عن هواجسه ومكنوناته التي هي كفيلة لتحقيق المزيد من الكرامة والمواطنة المنشودة المطلوب اليوم اكثر مناي وقت مضى بان نقف نحن المواطنين معا، وندافع عن العدالة الاجتماعية, ونبقى مع سيادة القانون، ونحمي السلم الأهلي، ونتغنى بالوحدة والعيش معا … ان كل سوري يدرك ان سمات سوريا لعقود طويلة مثل:
الوحدة الوطنية، والعيش المشترك، والاخاء الديني، أصبحت جزءا من تراث هذا الوطن، لهذا يتمسك المواطنون بالسمات الوطنية السامية، ويرفضون ان تزعزع الفوضى ترابط النسيج الوطني السوري، ويقفون صفا واحدا لمواجهة كل التحديات التي تقف حجر عثرة في طريق خلاص الوطن من الام الانقسامات.
الداخلية، منها: المخططات الوافدة من جهات غربية مشبوهة تهدف الى النيل من ضمانة مستقبلنا. دعوني أكون صريحا معكم، وانا أتكلم بكل شفافية بأيمان وثقة وامل، بان مؤتمرنا هذا يجب ان يكون فاتحة خير لجميعنا، ولكن قبل ان نستنكر مخططات الغرب الذي يلوح بالحرب الاهلية، ويدعو الى التقسيم والتفتيت لسوريا الوطن الواحد، ويهلل للتدخل الخارجي، علينا ان ننقي رؤانا من كل المقترحات، ونتجه الى شعبنا المصلوب على خشبة الالام والاوجاع لسنة ونيف، بعد ان خلقت هذه الحالة الشاذة في الوطن جوا كئيبا في.
مجتمعاتنا، ومدننا، وقرانا، وحاراتنا، وبيوتنا، وصرنا نخاف من الخوف، وندهش للأرقام الكبيرة للشهداء والضحايا، والجرحى والمصابين، والمعتقلين والأسرى، والارامل والايتام والشيوخ، ونقرف من صور الدمار والخراب والفساد التي عمت في كل ارجاء سوريا، ونتطلع بأمل ورجاء الى ان يعود الوطن الى بدهائه والقه وجماله التي كان عليها قبل الاحداث المريرة. اناشدكم باسم أولئك جميعا، بل باسم كل الشرفاء والاوفياء والمخلصين من أبناء شعبنا السوري الابي، وبخاصة باسم من يؤمن بغنى تاريخ الوطن وتراثه وعطاءاته، بان لا نضيع الفرصة المتاحة لنا اليوم، بل نعمل من اجل سوريا الغد، وها انا اقدم اقتراحاتي، ارجو ان تلقى اذانا صاغية منكم، ونبدأ بعجلة البناء في كل الاتجاهات.
1- وقف العنف بكل اشكاله، وهذا يعني وقف اطلاق النار بشكل فعال ودائم، أي وقف نزف الدم ،والتخفيف من الام الناس وبالتالي وضع حد للأحقاد والضغائن التي دخلت وعشعشت في قلوب مئات الالاف مـن السوريين.
2- السماح بدخول المساعدات الإنسانية بكل أنواعها الى كل مكان فيه معوز ومحتاج وفقير، وقد كبرت اعدادهم في كل المجتمع السوري، وفي الوقت نفسه معالجة جميع المرضى والجرحى والمصابين ومشوهي الحرب.. ومؤاساة القلوب المكلومة بالتعويض المعنوي والمادي بالقدر المستطاع، وإعادة المقتلعين من ديارهم الى بيوتهم وفتح المدارس والجامعات ودعوة الطلبة من الجنسين ومن كل الاعمار اليها، لتستمر الحياة التربوية والثقافية والعلمية في كل جوانب الوطن.
3- الدعوة الى طاولة المفاوضات تحت رعاية تضمن حقوق جميع المشاركين ومن كل الأطراف من الوطن وخارجه دون أي استثناء، ووضع اجندة مدروسة تكفل إعادة الثقة بين كل المواطنين من جهة، وبينهم وبين الوطن من جهة أخرى.
4- وأخيرا اعتماد مبدأ قبول الاخر في التعامل بين المواطنين كافة، فكل مواطن يؤمن بالوطن، ويعمل من اجل مستقبله ، يقبل في أحضان الوطن. ولا يقبل الغريب وغير المواطن الذي شارك في القمع والخطف والإرهاب والخطف، وساهم في دمار الوطن وخرابه ونشر الفساد في ارجائه.
لتحقيق هذه المقترحات أرى اننا بحاجة الى لجنة متابعة لتنفيذ أي قرار يتخذ هنا ويمكن تطبيقه على ارض الواقع. ارجو لمؤتمركم النجاح والفلاح وان يسمع العالم كله بان سوريا ستبقى للسوريين فقط وهم في الداخل والخارج يعلنون وبأيمان راسخ وثقة كبيرة لا للعنف … نعم للديموقراطية.