حجاب يدعو الدول الداعمة للأسد لتغليب مصالحها والابتعاد عن الدم السوري
في تصريحات قاسية، دعا رئيس الوزراء السوري الأسبق، رياض حجاب، الدول التي تدعم نظام بشار الأسد إلى تغليب مصالحها الوطنية، والابتعاد عن المشاركة في قتل السوريين. وفي كلمة مصورة ألقاها يوم الثلاثاء 3 من كانون الأول، حذر حجاب من أن هذه الدول قد تورطت في ارتكاب أكبر مذبحة شهدها القرن الـ21 على يد الأسد، مما أدى إلى سقوط ملايين الضحايا من قتلى ومصابين ومهجرين، مع تدمير واسع للبلاد.
وقال حجاب مخاطباً هذه الدول: “لقد ورطكم بشار في المساهة بارتكاب أكبر مذبحة شهدها القرن الـ21، راح ضحيتها ملايين القتلى والمصابين والمهجرين واللاجئين والمنكوبين”. وأضاف أن دعمهم المستمر للأسد لم يغير من الواقع شيئاً، بل أظهر هشاشته وفشله المستمر، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لهذه الدول لتغتنم الفرصة وتتحرر من العبء المادي والأخلاقي الذي فرضه عليها النظام السوري. وأكد أن “ليس من مصلحتكم ولا من عادات شعب بأكمله إبقاء فرد متسلط في الحكم، وليس من مصلحتنا إثارة أي عداوات إقليمية أو دولية”.
حجاب، الذي كان قد انشق عن نظام الأسد في عام 2012 في خطوة أحدثت صدمة سياسية، دعا في كلمته المجتمع الدولي والدول الصديقة والشقيقة إلى تعزيز جهودها لإنهاء معاناة الشعب السوري. كما أكد على ضرورة تحقيق حل سياسي شامل قائم على الشرعية الدولية والقرارات الأممية، لا سيما القرار 2254، الذي يضمن وحدة سوريا ويحافظ على كيانها، وينهي معاناة السوريين بعد سنوات من القتل والدمار.
وأشار حجاب إلى أن “الهدف هو إنهاء الاستبداد والميليشيات الطائفية، وتحقيق التوازن الإقليمي، وتحقيق الأمن للسوريين”. وشدد على أن السوريين يسعون إلى بناء دولة محورية تعود إلى مكانتها في المنطقة، وتساهم في استقرار المنطقة بأسرها.
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس حيث تشهد فصائل المعارضة السورية تقدماً كبيراً على الأرض، حيث تم تحرير مناطق واسعة في حلب، بما في ذلك السيطرة على مطار حلب، بالإضافة إلى تقدم فصائل المعارضة في حماة، واستمرار الانهيارات في صفوف قوات النظام السوري.
وبينما تواصل المعارضة السورية تقدمها في العديد من المحاور العسكرية، أعلن عدد من الفصائل عن بدء عمليات عسكرية جديدة، مثل عملية “ردع العدوان” في شمال غربي سوريا، والتي تهدف إلى توسيع المناطق الآمنة لعودة المهجرين والنازحين إلى مناطقهم.
وفي خضم هذه الأحداث العسكرية المتسارعة، يبقى موقف رياض حجاب ذا أهمية كبيرة في رسم خارطة التحالفات المستقبلية في سوريا، وخصوصاً في ظل تصاعد العمليات العسكرية للثوار ضد النظام وداعميه.