تنعقد في الجزائر العاصمة خلال الأيام القليلة القادمة قمة عربية فقدنا تعدادها ومواضيعها، لأنها لم تعد ذات أهمية، وعن أي قضايا عربية سيتباحث “القادة العرب“، وأكثر من عاصمة هي دول عربية محتلة، لبنان مخطوف ومحتل من قبل ايران وحزبها الإلهي، سورية محتلة من قبل نظام غاشم اضطهد ولا زال يضطهد شعبه، وهو محتل بإرادة “رئيسها” من قبل ايران، وحزب الله اللبناني، والحشد الشعب بكل فصائله، والزينبيون، والفاطميون، وفي خاصرتها الرخوة تركية، التي تحتل كل من عفرين واعزاز، وكذلك المنطقة الممتدة من رأس العين الى منطقة تل ابيض، وجماعة عبد الله اوجلان يحتلون الرقة عن غير حق، في ساحلها العدو الروسي الذي يحتل ساحلها وينقب عن النفط فيه. ايران عبر الحوثيين يحتلون اليمن ويهددون الجارة المملكة العربية السعودية، والعراق الذي هو مختطف أيضا من قبل ايران. امام القضية التي كانت هي سبب انعقاد كل المؤتمرات القممية الا وهي القضية الفلسطينية.
سؤال يطرح نفسه، هل يتجاسر ان يبحث هؤلاء ” القادة العرب” بالقضية الفلسطينية، وأين أصبحت هذه القضية الفلسطينية؟ حقيقة الأمر أصبحت هذه القضية في خبر كَان، فلقد طبعت كل الدول العربية مع إسرائيل، وليس مستبعداً ان تدعى المرة القادمة الدولة العبرية لحضور القمة العربية، بعد ان لم يبقى أي دولة عربية لم تطبع، فمن لم يطبع دبلوسياً، هو مطبع من تحت الطاولة، وكان أخرها الترسيم الحدودي البحري ما بين إسرائيل وما بين لبنان حكومة ومقاومة، وهل يكون بعدها شيء اسمه ممانعة ومقاومة، فلقد اقر زعيم حزب الله بان المهمة قد أنجزت، ولا احد يعرف ماذا يقصد بأن المهمة قد انتهت، هل يقصد نهاية المقاومة او نهاية الترسيم ليبقى الموضوع مغفلاً حتى يستطيع ان يبقى ” الدولة اللبنانية” تحت أمرته، ولقد عانى اللبنانيون الامرين من حكم حليفه الدجال ميشيل عون، الذي كان اول ضحاياه هي حقوق المسيحيين الدستورية، وهو الذي ضرب بعرض الحائط كل القوانين والأعراف، مدعوماً طبعاً بالحزب الإلهي الذي حماه من الشارع اللبناني.
هل سيتأمل الفلسطينيون من هذه القمة ان تنصفهم، وقياداتهم قد خانتهم، سواء اكانت حركة فتح، في الضفة الغربية، ام في قطاع غزة الذي يتقاسم سلطته المنظمات الإسلامية المتطرفة وعلى رأسها حركة حماس والجهاد الإسلامي، الذين جعلوا من فلسطين أكثر من فلسطين، وكانت ثالث الاثافي، ذهاب هذه الحركة لتقديم الولاء لبشار الأسد الذي هو ووالده قتلوا من الفلسطينيين أكثر من ما قتله الإسرائيليون خلال كل سنوات القضية العربية الفلسطينية، يوم كانت القضية العربية المركزية، والتي أدخلت الدول العربية المحاذية لإسرائيل في حروب لا زلنا نعاني من نتائجها المهزومة. اما القدس فلقد تهودت رغم انف الفلسطينيين وكل العرب سواء القريبين من إسرائيل او البعيدين المطبعيين.
هل لدى هؤلاء ” القادة العرب” ان يبحثوا المسألة السورية، وهي المسألة المحورية حالياً، ولقد حاولت القيادة الجزائرية والتونسية ان تلمع صفحة هذا النظام القاتل، بعد ان طبعت معه دولة الامارات العربية، التي إعادة فتح سفارتها في دمشق، بعد ان شفطت كل المال المنهوب من قبل العصابات الاسدية، ليساهم هذا المال بازدهار دبي وليفقر الشعب السوري، قطعاً لا ليس لديهم الشجاعة لذلك.
هل يبحثون قضايا اللاجئين السوريين، وهناك مؤامرات على هؤلاء اللاجئين سواء في لبنان، والأردن، الذين تحاول أنظمتها القمعية المطبعة مع النظام الاسدي من تحت الطاولة، بإعادتهم الى تحت جناح النظام بدون ادارتهم، والتي لم يتقبل المجتمع الدولي هذه الإعادة لان اعادتهم سوف يعرضهم الى الخطر الذين هربوا منه خلال السنوات الماضية.
هل حلت مسألة البوليساريو والصحراء المغربية، والخلاف المغربي – الجزائري، مكان القضية الفلسطينية والذي قد يفجر بحثها القمة العربية هذه. ولو تحدثنا عن المسائل الاقتصادية للدول العربية الفقيرة، مثل لبنان وسورية، وحتى العراق بكل ثروته النفطية لا زال بحاجة الى بناء، ولن نتحدث عن إعادة اعمار البلدان المدمرة من خلال الحروب الاهلية والطائفية.
لا اعتقد بان هذه القمة كما القمم الأخرى سوف تنتهي بأكثر من بيان يحدد فيها بعض المشاكل في المنطقة العربية، ولكنه سيخرج بلا نتيجة الا الاكل والشرب ومن يدري غير ذلك من ترفيه لهؤلاء القادة على جمام شعوب هذه المنطقة. اخجلوا من أنفسكم ولا تعاودوا الاجتماعات لان لا معنى لها وستزيد خلافاتكم الداخلية وسيتفرج عليكم العدو الذي طبعتم معه ويقهقه ويضحك عليكم .