كلّما أنزل إلى البرية في هذه الأيام تدهشني حمرة شقائق النعمان المبعثرة بين صخور الوادي وبتأثر أفكر بدم هابيل الذي أراقه قابيل بضربة حجر فيقول الكتاب المقدس إن الدم البريء لم يزل يصرخ من الأرض.
منذ عشرة أيام تقريباً اتصلت أخت من عائلة من مدينة القصير الواقعة بين حمص ولبنان وهي من المناطق السورية التي تعاني مباشرة من الحرب الأهلية…
تنوح سوريا على عشرة آلاف قتيل ما عدا الجرحى والمعاقين بشكل مستدام والعائلات المفككة … الخ. أعتقد أن هناك مليوني شخص في سوريا اضطروا أن ينزحوا عن مكان إقامتهم المعتاد. فهم يذهبون بأولادهم إلى مناطق يعتقدون أنها أكثر أماناً لهم بحسب الانتماءات الدينية والعائلية، فهناك من ترك الساحل لأسباب، وهناك من اتجه إليه لأسباب معاكسة، إنه نوع من التقسيم التلقائي، ولن يكون سهلاً التراجع عن هذا الواقع.
إن العائلة التي طلبت المساعدة لها ابن بعمر ثمانية وعشرين عاماً، تزوج منذ سنة، وخُطف عن يد فئة مسلحة في مدينته منذ أربعة أشهر، ويقال إنه جُرح في العملية واختفى بعدها وليس هناك أي خبر يقين عنه إلى الآن، وقد ولدت ابنتُه الأولى منذ بضعة أيام.
منذ بداية التحول السوري طُلب مني أكثر مرة التدخل في سبيل الوساطة بين الأهالي في مدينة القصير التي
يُعدّ سكانها الستون ألفاً مجتمعاً مكوناً من ثلاث أطياف: أهل السنة والجماعة يشكلون تقريبا 75% من السكان، وهناك حوالي 15% من المسيحيين و10% من العلويين (وهي إحصائيات لم أستطع التأكد منها ومن دقتها). ولكن الظروف لم تكن مهيأة لتدخلي بشكل مفيد ولم يكن لدي أي تفويض رسمي، ناهيك عن وضعي الخاص الحساس في البلد.
لقد صُمنا في دير مار موسى الحبشي في النبك أثناء شهر أيلول من العام الماضي مدة ثمانية أيام تخللها تأمّلٌ وحوار في سبيل المصالحة وحرية الرأي، وشاركنا في ذلك عددٌ لا بأس به من شبيبة الوطن، ولكن سرعان ما انزلق البلد في أتون الحرب الأهلية.
شيئاً فشيئاً وعلى مَرّ الأشهر الأليمة الماضية، حاول المجتمع العربي والدولي أن يدفع المجتمع السوري باتجاه تحول سياسي مع التخلي عن منطق استخدام العنف في آفاق توطيد الديمقراطية ووقف قمع الحريات. في نهاية السنة الماضية جاء المراقبون العرب، ولم تنجح المبادرة لكن المبدأ لم يفشل! كنا قد اقترحنا علناً إرسال عدد كبير من “المرافقين” السلميين العزل إلى سورية. وتحدثنا من باب المبالغة عن خمسين ألف مرافق للتعبير عن ضرورة الحضور غير المسلح لوقت كاف على الأرض لإطفاء نار العنف ومرافقة الأشخاص المعرضين للاعتقال أو الخطف، وللمساعدة في خلق الظروف المناسبة لتعبير الشعب عن آرائه بطرق سلمية. بالطبع يبدو العدد المقترح كبيراً، إلا أن تفادي خطر الحرب والدمار واجتناب التدخل المسلح الدولي وإنقاذ البلد من التقسيم تشكل نتائج رابحة دون شك وعلى كل المستويات، الأخلاقية والاقتصادية والسياسية!
تطورت مبادرة المجتمع الدولي والعربي ووصلنا إلى نقاط عنان الستة ومبادرة مجلس الأمن، وهنا نشاهد محاولة من قبل المجتمع الدولي لحل مشكلة محلية بطرق سلمية فعالة، وبطبيعة الحال نحن نؤيد هذه المبادرة ونخاف عليها.
منذ بضعة أشهر سمحتُ لنفسي بالعودة إلى شيء من حرية التعبير بناءً على التزامات الحكومة السورية في هذا الخصوص أمام المجتمع العالمي. وأشعر الآن بوضوح بواجب رفع الصوت والتعبير عن رأي في خصوص السلم الأهلي ورعاية شؤون المخطوفين والمعتقلين … فإني أنطلق من تجربة خاصة وحالة محددة في مدينة القصير لأجذّر المبادئ والمناهج في حقول الواقع.
في نفس النهار الذي توجب علي السفر فيه إلى القصير اتصل بي أحد مراقبي الأمم المتحدة، المختص بالجانب الاجتماعي من المبادرة الدولية، طالباً أن نلتقي في دمشق، فأخبرته أني على وشك الذهاب إلى منطقة حساسة وأني سأتصل به فور عودتي إلى العاصمة.
ذهبت إلى النبك ومن هناك سافرت إلى القصير في سيارة أجرة. أثناء السفر ألاحظ، كلما اقتربنا من المدينة، بصمات الكفاح المسلح … إني أشعر بشيء من القلق أثناء اجتياز الحواجز متسائلاً هل سيسمح لي بالدخول إلى المنطقة أم لا؟ إن مدينة القصير اليوم منقسمة بطريقة طائفية بالغالب لا الحصر…
أزور أهل الشخص المفقود وأسال عن الأدلة التي قد تسمح لي أن أعرفه إذا وجدته. ثم انطلق بمرافقة مواطن مشياً على الأقدام من بيت إلى أخر ومن شارع إلى شارع عابرَين من جبهة إلى أخرى ونضطر أن نسرع عندما نعرف أننا في مرمى القناصة الذين يطلقون النار من أسطح البلدية والمستشفى وغيرها من الأبنية.
اليوم ليس هناك إطلاق نار جدي ولا قصف والحمد لله. ويبدو من هذا المنظار أن وقف إطلاق النار المرتبط بخطة كوفي عنان ناجح ولو نسبياً، والمواطن الذي يرافقني يلفت نظري إلى بيوت فارغة ويحدثني عن ما يقارب ثمانية آلاف علوي نزحوا من المدينة ولم يبقى منهم إلا عدد من الكبار سناً.
يُرحَّب فيّ ببيت أحد السكان ويأتي للقائي أحد وجهاء المدينة ومعه رجل دين. بدأ الحوار وبسرعة فهمت أنه من الصعب جداً توقع حل لمشكلة المفقود الذي جئت للبحث عنه، فالمجموعات المسلحة التي كانت نشيطة في مطلع السنة الجارية لم تكن دائماً على تنسيق فيما بينها، وليس من السهل تحديد الفئة التي كانت تعمل في مكان معين في وقت ما، والموضوع تطور اليوم، ولكن لم يزل هناك عدد هام من المفقودين من الجهتَين، بصيغة أو بأخرى.
للأسف الشديد سّبب النزاع المسلح شرخاً في نسيج المدينة التقليدي والنموذجي وتأذى التعايش الوطني بين أتباع الأديان المختلفة. الوضع متوتر اليوم ومعظم سكان المدينة نزحوا إلى مدن أخرى.
كلما أتقدم في زيارتي أتلمّس أن هناك فرصة للتواصل الحقيقي لأجل خدمة المصالحة وإيجاد الحلول المناسبة لأكثر المشاكل إلحاحاً، خاصة إذا استطعتُ أن ألتقي بقيادة مراقبي الأمم المتحدة في الأيام القادمة.
المشكلة الأولى التي تتطلب علاجاً سريعاً، والتي تسبب قلق كل السكان، هي مسألة البساتين. فالقصير من أهم المدن السورية في زراعة الأشجار المثمرة لإنتاج الفواكه، في حين العشب أصبح طويلاً في هذه البساتين في هذا الموسم وإذا يبس يزداد خطر نشوب حرائق تُسبب فقدان معظم الناس رزقهم. من ناحية أخرى لو استطاع المواطنون الفلاحون أن يدخلوا البساتين من المتوقع أن يجدوا آثاراً لبعض المفقودين، وبإمكان مراقبي الأمم المتحدة أن يوفروا الحماية للفلاحين أجمعين بناء على هدنة تفاوضية بين الجيش والمسلحين المعارضين.
يقولون لي إنه في الساعة الخامسة سألتقي باللجنة المسؤولة عن المدينة حالياً. أزور باكياً أنقاض المسجد، ثم أدخل إلى بيت أحد المواطنين وألتقي عنده بما يقارب عشرين رجلاً من أعمار مختلفة والبعض منهم ذو هيئة عسكرية والبعض الأخر من وجهاء الأهالي المسنين.
بعد الترحيب والاستقبال، أحدثهم عن أهمية البحث عن المفقودين مركزاً على الأولوية الإنسانية لمبادرتي، ومع ذلك أُبلغهم استعدادي أن أراجع معهم لائحة الاحتياجات في سبيل طلب المساهمة من قبل المراقبين، ويهمّني أيضاً أن أظهر أن الكنيسة لا تريد أن تعمل بطريقة منحازة أو بأي صنف من التفرقة بل تعمل في آفاق الخير العام واجتياز مرحلة العنف. بالفعل أتمتّع بالحديث الواسع وبهذه الرغبة الواضحة لدى الجميع في استرداد التناغم ما بين الأطياف الذي وبحق يَفتخر به المجتمعُ السوري، وأندهَش من المستوى الثقافي للمداخلات ومن النضج السياسي الظاهر لدى بعض هؤلاء، ويتذكر عدد منهم زيارته إلى الدير ومشاركتهم في المؤتمرات الحوارية، ويخبرني أحدهم أنه قرأ كتب الدير عن الحوار الديني وهذا طبعاً يفرحني.
أعود إلى جرد لائحة هرم الأولويات. فنذكر، من بعد توفير الأمان لكل الفلاحين من كل الأطياف في بساتينهم باجتناب كل صنف من أصناف الهجوم والانتقام وما شابه ذلك على غرار موسم الحج.
ثاني أهم الحاجات هي خلق مستشفى بدلاً من الذي دُمِّر في النزاع المسلح.
في المرتبة الثالثة يندرج إيجاد طريقة لدفع رواتب المتقاعدين وهم قرابة ألفي شخص.
رابعاً: توفير مساعدات من الدواء والغذاء لحوالي ألف وخمسمائة عائلة.
وخامساً: تشكيل لجنة للبحث عن المخطوفين والمعتقلين من أي جهة كانوا، ودراسة الطرق الفاعلة لعودة النازحين.
لحظتها تغيب الشمس ويأتي وقت الفراق فأتركهم وقلبي مليء بالشعور بعمق حضارة هذا الشعب ورقي مشاعر المواطنة لديه.
أخرج من المنطقة المحاصرة سائراً جانب الحائط، وبعدها أزور عائلة قد فقدوا ابناً لهم في أثناء القصف وابناً آخر في النزاع وضُرب الوالد عن يد مجهولين وهو مرمي الآن على فراش الموت. نصلي معاً ويخبرني أنه كان دائماً مواظباً على الحضور في الكنيسة ويفرح الآن بزيارة الكاهن، وللأسف غالباً ما يُجنّز المؤمنون دون المرور بالكنيسة.
أدخل بعد ذلك بيتاً فيه عدد من النساء المتشحات بالسواد حزناً على شهدائهم. إن في المدينة حالات نزوح داخلية بين السكان، ومع ذلك يختلط شعور الرجاء بمشاعر الغم.
أجتمع ثانية بعائلة المفقود ونحتفل بالقربان المقدّس مع كل أفراد العائلة طالبين الرحمة والغفران والمصالحة للناس أجمعين. أختبر هنا مجدداً كيف أن الإيمان يصنع أعجوبة الطُمأنينة حتى في قلوب المتألمين، وأطلب البركة لطفلة الشاب المفقود وزوجته ووالديه … وإني أشعر أن إنقاذ البلد مرتبط بشفاعة الأبرياء فيه.
في الصباح الباكر أعود إلى دمشق وأجالس فريقاً من المراقبين الدوليين وألتقي على سبيل الصدفة بالجنرال النرويجي “مود” ويظهر اهتماماً دقيقاً بمسألة الربط والتنسيق بين عملية المراقبة القاصدة وقف إطلاق النار والعمل الميداني لإيجاد الحلول على الأرض للمشاكل الاجتماعية والطائفية بقصد المصالحة والإصلاح بطريقة توافقية وبدعم من المجتمع المدني الدولي.
أحصل في اليوم التالي على لقاء مع أهم ممثلي لجنة الصليب الأحمر الدولي في دمشق لأفهم مدى استعدادهم وإمكانية تدخلهم لأجل السلم الأهلي في منطقة القصير بالذات.
أذهب للقاء عدد من أهالي النازحين من القصير في دمشق بهدف التنسيق وكسب الرضا الجماعي بناء على مبدأ التشاور وتفعيل شعور المسؤولية وملامسة واقع هذه العائلات من خلال الاستماع لآرائهم وخبراتهم وشكواهم.
ثم أتى انفجار يوم الخميس في العاشر من أيار كصاعقة أعادت عقارب الزمن إلى الوراء …. ماذا بوسعنا فعله عندما يعمل منطق التآمر الخفي ليدفع المجتمع إلى النزاع الكلي والحرب الأهلية الشرسة التي تسبب التصفيات الطائفية والتهجير مع القتل الجماعي والتقسيم المستدام. شعرتُ بإحباط نفسي وألم روحي وطلبت من الله الذي أعرفه محباً للبشر أن يُرجع جرأة الرجاء إلى القلوب كي لا نستسلم لمن لا يرى حلاً إلا في العنف والطغيان، فإني، مهما حاولت، يصعب علي تصوّر هذا الصنف من الناس الذين يُحضّرون عمليةً كهذه لوقت كل الناس فيه من المدنيين المتوجهين إلى أعمالهم.
تقع سوريا بين لبنان والعراق وتجاورها الدولة الصهيونية وبلاد أخرى عانت من مثل هذه العمليات الإجرامية الإرهابية.
أرى أن من الصعب تحديد المسؤولية فخلال ثلاثين سنة سُجِّل في المنطقة الكثير من العمليات الانتحارية – الاستشهادية وقلّما توضّحت الدوافع والغايات والمسؤوليات. ارتبطت مثل هذه العمليات ولفترة لم تنتهي بعد بمفهوم المقاومة وأخذت صفة إرهابية أو استشهادية بحسب الدافع والهدف والتسخير من جهة أو أخرى معلنة أو خفية. إنني قلق إنسانياً وروحياً على الأشخاص الذين تدهوروا نفسياً وأدبياً وعقائدياً إلى درجة الاستعداد لمثل هذه الأفعال. إجمالاً اعتبر أن المجتمع العالمي بمعظم مكوناته الحضارية مقصّر جداً في ضرورة العمل التربوي لصالح المعرضين لمثل هذا الانزلاق السلوكي ولإعادة تأهيل هؤلاء، فكثيراً ما تصبح السجون جامعات الإرهاب لا مدارس الإصلاح الشخصي والاجتماعي.
من الضرورة إنقاذ البلاد بكل سكانها والخروج تماماً من منطق التآمر هذا، بالتوجُّه الجماهيري إلى منطق الشفافية وممارسة المسؤولية الديمقراطية بعيداً عن أي تسخير فئوي وبجدّ الجهاد ضد تفشّي منطق المافيا المحلية والإقليمية والدولية مهما تسربلت بستائر دينية وقومية. فالمستنقع الإجرامي والإرهابي واحد في العالم كله ويتآمر بفعل من شبكية شيطانية بحكم طبيعته ويعيش متطفلاً على النزاعات مستفيداً منها ومسخراً إياها ليدفع الشعوب إلى الهاوية … يقول عيسى: “من ثمارهم تعرفونهم”، فإني لا أحتاج أن أعرف مَن وضع السيارة المفخخة أو مِن أي طائفة هو أو إلى أي حزب ينتمي، بل يكفيني أنه استطاع أن يتصوّر ويخطط عملاً كهذا لأعرفه عدوًّا للشعب برمّته ولأُفضحه بصفته يقاوم حقوق الشعب ولا يريد أن يحصل على الحكم الديمقراطي الناضج.
سفيرٌ بابوي أسبق كان يردد: “من يؤمن بالتآمر الكلي كان جزءً مِنه”. تتصل فروع المافيا وأشكالها مع بعضها البعض بطرق عديدة. وكثيراً ما تُسخَّر بوسيلة أو بأخرى الجماعاتُ والمنظمات الإجرامية من قبل الهيئات السرية العائدة بشكل بنيوي إلى أنظمة معظم البلدان. فأبداً لا يكمن الفضلُ في التعاطي مع تآمر من المؤامرات المحيطة مهما كان الدافع مهماً، بل تكمن الفضيلةُ الشخصية والجماعية والجماهيرية في رفض هذا المنطق جملة وتفصيلاً ومهما كلف الأمر، لأنه منطق مؤذي لإنسانيتك وكرامتك قبل إنسانية وكرامة غيرك.
بعد انفجار يوم الخميس بدأ التصعيدُ المؤدي إلى فشل مبادرة عنان، وانطلقت العودة إلى النزاع المسلح واستردّ تصعيدُ القمع حجتَه مع ما يتبعها من اعتقالات وتعذيب وهلم جرّا.
هناك عدو واحد لكل السوريين ولكل سكان المنطقة من أي مذهب سياسي أو ديني كانوا، وهو التدهور الأخلاقي الإنساني الذي يُنتج الاستعداد إلى التآمر الدامي وتسخير الإعلام الداخلي والعالمي من خلال الكذب المأجور الملعون الفاضح الذي لا يضبطه دينٌ أو مبدأٌ إنساني. لا يهم من يحكم بل على أي مبدأ يحكم!
تقول يا أخي المواطن: ليبدأ السعودي من إصلاح المملكة والصيني من توطيد الديمقراطية عنده ولتتراجع روسيا عن انزلاقها نحو قيصرية جديدة ولتتخلص الولايات المتحدة من الوصاية الصهيونية ووو. لا، يا أخوتي، قد أصبح العالم واحداً على كل الأصعدة، فلا يمكن لسوريا أن تعتزل، فإن مكانها المفصلي استراتيجياً وجغرافياً وتاريخياً وثقافياً لا يسمح لها بذلك … فإما أن تتفق الأطرافُ المتنازعة إقليمياً لأجل خلاص البلد، ولا خلاص دون ديمقراطية ناضجة وحفظ الحريات بطريقة حقيقية وفعالة، أو أن تستمرّ سوريا بتقديم أرضَها حلبةً للملاكمة الدولية.
مبادرة كوفي عنان قد تعني الفجر لهذا الوعي في العالم والمنطقة، فلنطلبْ من الله ألاّ تفشل وأن يحصل آلاف الناشطين على الحرية في العمل السلمي الهادف للإصلاح الأهلي، لا التغلّب على أحد، وذلك بدعم من المجتمع المدني الوطني والدولي، فالعكس هو الهلاك والتقسيم وخلق دويلات طائفية متعصبة وفاشلة ثقافياً واقتصادياً.
تزينت هضابُ الوطن بالشقائق لعلّها تبشّر بمصالحة الأشقاء، فالعدل إن لم يقترن بالغفران باطل.