عندما قامت الثورة السورية، لم يكن أي أحد مِن مَن شكل الانطلاقة السلمية للحراك، والذي تحولت الى ثورة سلمية حقيقية، سميت عندئذ بثورة الكرامة والحرية، ولكن بسبب تحويل النظام ومسانديه الى ثورة مسلحة واسلاموية. طبعاً في البداية لم يكن هناك شيء اسمه لاجئ سوري، او كما يحب للبعض ان يسميه بالنازح، والذي نسميه نحن الانسان السوري المقهور، والذي أخذت كل القوى الطائفية تعمل على ضرب وتهجير الانسان السوري، وازدياد اعادهم في كل من تركية ولبنان والأردن، ليس هذا فحسب بل أيضا في أوروبا، أضف الى ذلك اللجوء الداخلي، الذي يوازي عدد اللجوء الخارجي.
سنتناول هنا الخطاب العنصري للسياسيين اللبنانيين، وسنتناول هنا متى ازداد عدد اللاجئين السوريين في لبنان؟ ازدياد عدد اللاجئين السورين الى لبنان ازداد عندما باشر حزب الله اللبناني بالقتال في القلمون السوري، وكذلك في منطقة حمص والنبك والقصير، وكذلك الزبداني وبلودان، إضافة الى ريف حلب، وريف دمشق، وريف حمص، مما أدى الى بدء اللجوء السوري الى لبنان، وكلما كانت تزداد رعونة حزب الله وحلفاؤه من الميلشيات العراقية من الحشد الشعبي، ومن الزينبيين، والفاطميين المتواجدين في ريف حلب، إضافة بالطبع الى الحرس الثوري الإيراني، كلما زاد عدد اللاجئين السوريين، خاصة في البقاع الغربي. لن ننسى العروض العسكرية التي كان يقوم بها حزب الله في القصير، وهو ما كان يغيض الانسان السوري الذي اضطر الى ان يخرج من بيته، ليضطر ان يكون في خيمة او بيت من صفيح.
اليوم خرج علينا السيد حسن نصرالله، بصفاقة متناهية حيث يعظنا بأن قواته المتواجدة هي قوات شريفة، فهم لا يجوز لهم شرعاً ان يسكن في بيوت غير مستأجرة، أي لا تجوز صلاته فيها، او هي من البيوت التي وهبتهم اليها حكومة النظام، وهذا بالطبع كذب وبهتان، فالسيد حسن نصرالله يعرف بأنه يكذب، ويكذب، ويكذب، حتى يصدق نفسه، فالكل يعلم بأن مقاتليه قد قاتلوا، وبشراسة لصالح النظام وعندما دخلت قواته الى سورية كانت حجته الدفاع عن العتبات المقدسة مثل السيدة زينب، وبعدها كان مرقد السيدة رقية، وهي حجج واهية، وغير صادقة.
سنطرح سؤال على حزب الله لماذا تضعون اللاجئ السوري، وغالبيته مسلمة، في وجه المسيحي اللبناني، فهو لا مشكلة له مع المسيحي اللبناني، او السوري، بل مع حلفاء حزب الله من التيار الوطني الحر، وحلف الأقليات الذ ي طرحوه، وهو ما رفضته العديد من القوى المسيحية اللبنانية، او المسيحية السورية، فلماذا هذه الهرطقة السياسية. من يستمع الى صهر الجنرال عون، جبران باسيل، والذي هو حليف لحزب الله ويقيم معه تحالف أدى الى سقوط لبنان، ومنع قيام أي حكومة، بحجة واهية، ومن يدفعه الى وضع المسيحي في مواجهة اللاجئ السوري، هو حزب الله وحركة امل، أي الشيعية السياسية، والتي هي أيضا هرطقة سياسية، وتفصيل كاذب.
ثم تعالوا نجلس على بساط احمدي كما يقول المثل الشعبي، هل السوري سواء المقيم ام اللاجئ السوري، هم مسؤولون عن انهيار النظام اللبناني، سواء الاقتصادي منه، او السياسي، او الاجتماعي. يا سادة لبنان، وياكرام القوم ان المسؤول عن انهيار الدولة اللبنانية، هو الطبقة السياسية الفاسدة والتي عبرت عنها ثورة 17 تشرين عندما رفعت شعار، ” كلن يعني كلن ” لم “يكن اللاجئ السوري” بين هؤلاء الـ”كلن” أي السوري لا المقيم، ولا اللاجئ. ولقد بينت السيدة علياء منصور في الحلقة ما قبل الأخيرة من برنامج صار الوقت، بان السوري الذي يعيش بشكل تعيس، في الخيم والبيوت لا يقبض بالدولار، بل بالليرة اللبنانية، أي انه ليس سبباً لوصول الليرة اللبنانية الى المائة الف ليرة للدولار الأمريكي الواحد، بل هو يصرف من ما تعطيه إياه المنظمات الدولية، أي انه يساعد لبنان في استثمار ما يقبضه في الاقتصاد اللبناني. كما اننا بينا منذ قيام ثورة 17 تشرين بأن العمالة السورية، والرأسمال السوري يشكلان عامل ازدهاء للاقتصاد اللبناني وليس العكس، فاللبناني مفنكر لا يشتغل ما يشتغله العامل السوري، الذي يشتغل بالفلاحة، والباطون، وقطف الاثمار، والفواكه، والخضار.
هل السوري مسؤول عن عدم تنظيم التواجد السوري، اسألوا وائل ابو فاعور وحزبه، الذي وضع خطة تنظيم وترتيب العمالة السورية والتواجد السوري كيف جن جنون حزب الله والتيار الوطني الحر، وحكومات ” العهد القوي أي جبران باسيل وربعه. هل السوري الذي يحلو لامثال ” النقابي ” مارون الخولي، هذا العنصري والطائفي بامتياز، او الطائفي الوزير غسان عطالله، وزير ونائب، التيار الوطني الحر، كيف كاد ان يشعل حرباً طائفية في الشوف. فهل السوري هو ايضاً المسؤول؟! لا والله كسوريين لم نكن طائفيين، الطائفي هو حليف حزب الله النظام البشع في دمشق، وكذلك حلفاء حزب الله من الحشد الشعبي، والحرس الثوري الإيراني، هم طائفيون يريدون ان يعودوا بنا سنوات الى الوراء الى أيام الحسين بن علي بن ابي طالب.
على السادة المسيحيين في التيار الوطني، وفي حلف الأقليات، ان يعرفوا بان السيد المسيح بشر بالمحبة والوقوف الى جانب الفقير، وليس مع المُضطهد. انتبهوالى ما انتم فاعلون فالسيد المسيح دعي ابن الانسان، ودافع عن الانسان، وقدم مفهوم الفداء في المسيحية.
هنا سأطرح سؤال أخير، رغم ان الأسئلة كثيرة، فهل اللاجئ السوري، هو المسؤول عن عدم قدرة النواب اللبنانيين، وخاصة السياديين منهم على انتخاب رئيس، ام السيد حسن نصرالله، وقافل مجلس النواب نزيه بري، المُصرين على انتخاب عميل بشار الأسد سليمان طوني فرنجية، كرئيس جمهورية، أتدرون لماذا يريدون انتخابه، لأنه شريكهم في الفساد.
ذكرتني مسألة اللجوء السوري، برواية الكاتب اليوناني الشهير في كتابه المعنون ” هذا الذي يجب ان يصلب ثانية او ذاك الذي يجب ان يموت”، حيث يتأمر الكاهن الغني مع الأغا العثماني، من أجل محاربة الكاهن الفقير والشعب الكريتي اليوناني اللاجئ الى أراضي الأغنياء من الطبقة اليونانية الغنية، فاستحوا يا مسيحيي لبنان من انصار التيار الوطني الحر، ان تقبلوا ان يضعكم حسن نصر الله وميشيل عون في مواجهة الفقير السوري، “المسيح محبة” وليس بمتعصب او طائفي.